الغبار أقل خطورة من الجسيمات العالقة في الهواء
الغبار : خطورته على الصحة اقل من خطورة الجسيمات العالقة بالهواء نتيجة دخان المصانع وعوادم السيارات
كونا - كشفت دراسة ان الغبار يعتبر احدى ظواهر البيئة الصحراوية، التي تتميز بقلة النباتات الطبيعية والغطاء النباتي لأسباب مناخية، لكن خطورته على الصحة اقل من خطورة الجسيمات العالقة بالهواء نتيجة دخان المصانع وعوادم السيارات.
وبحسب الدراسات المناخية فان التغير المناخي المرافق لزيادة درجة حرارة الارض اسهم في تكون ظواهر مناخية عالمية لم تكن تعرف من قبلن كالعواصف الترابية الشديدة والجفاف والاعاصير والفيضانات وظاهرة (النينو).
وساهمت الاسباب المحلية، المتمثلة بالرعي الجائر وارتياد الصحراء والعمليات العسكرية التي جرت بالمنطقة، في زيادة الجسيمات العالقة المحمولة بواسطة الرياح لتكّون ظاهرة الغبار، خصوصا ان الرياح الشمالية الغربية تهب معظم ايام السنة على الكويت بمعدل سرعة يبلغ 29 مترا في الثانية.
وتحتاج هذه الاجسام الى هبة سرعتها 0.2 متر في الثانية للتحرك بضعة امتار والارتفاع 10 امتار عن سطح الارض بالرغم من ان حجم الجسيمات القادمة من الصحراء يبدو كبيرا اذا ما قورن بحبوب اللقاح واملاح البحر وغبار الكبريت، كما ان عملية تصادمها ببعضها البعض وبالارض يؤدي الى تفتتها وازدياد تركيزها فتبقى فترة طويلة في الغلاف الجوي.
جسيمات عالقة
واكد الباحث العلمي في ادارة البيئة والتنمية الحضرية بمعهد الكويت للابحاث العلمية د. يوسف العتيبي ل(كونا) ان الجسيمات العالقة او ما يعرف بالغبار الجوي هو نظام من الجسيمات الدقيقة والموجودة او العالقة في الغلاف الجوي سواء كانت في حال صلبة او سائلة.
واوضح العتيبي انه «بالرغم من احجام هذه الجسيمات المتناهية الصغر اذ لا تتعدى الميكروميترات فان الكثير منا يشعر بها ويتأثر، حيث ان سرعة الرياح وصغر حجم هذه الجسيمات يجعلها تبقى عالقة لفترات طويلة في الغلاف الجوي». وقسم مصادر انبعاث الجسيمات العالقة الى مصدرين، الاول: يتمثل بالجسيمات الرئيسية التي تنطلق بشكل مباشر الى الغلاف الجوي، والثاني: الجسيمات الثانوية التي تتكون نتيجة عملية تحول وتفاعل كيميائي في الغلاف الجوي. واضاف ان الجسيمات قد تنتقل الى مسافات بعيدة عن مصدرها لعدة اسابيع الى ان تستقر على الارض وقد تنشأ الجسيمات العالقة من مصادر طبيعية كالغبار الناتج عن حركة الرياح او عن عمليات تبخر البحار والمحيطات او حبوب اللقاح او احتراق الغابات او البراكين وما يصاحبها من انبعاث للغازات.
وتطرق العتيبي الى الجسيمات الاصطناعية بالقول انها تنشأ نتيجة احتراق الوقود الاحفوري الناتج عن مصافي البترول ومحطات الطاقة وما ينتج عنها من ملوثات غازية وجسيمات متطايرة تسهم بشكل كبير في تلوث الهواء الجوي، اضافة الى ما تنتجه حركة مرور السيارات.
واشار الى ان «عمليات اخرى كعملية اكسدة غازات النيتروجين في الغلاف الجوي الذي ينتج عنه ما يسمى بغبار النيترات، وغاز ثاني اكسيد الكبريت الذي قد يتحول في ظروف جوية معينة كالضباب الدخاني الى جسيمات عالقة في الغلاف الجوي وعادة يتكون في المدن الصناعية والنفطية».
واوضح العتيبي ان هذه الملوثات المنبعثة من المصانع ومحطات الطاقة تتفاعل مع اشعة الشمس، خاصة في ساعات الصباح الاولى حيث يتم حجز الملوثات بأنواعها بالقرب من سطح الارض كغاز ثاني اكسيد الكبريت.
الشعيرات والتجويفات
اوضح العتيبي ان الجسيمات الكبيرة تستقر او تحجز في الجهاز التنفسي العلوي للانسان بواسطة الشعيرات والتجويفات الموجودة في هذا الجهاز، ومن ثم يستطيع الانسان اخراج هذه الملوثات بسهولة في حين ان الجسيمات المتناهية الصغر تمر مخترقة جميع الحواجز لتهاجم الجهاز التنفسي السفلي حيث الرئة والشعيرات الهوائية.
وقال ان الدراسات المتعددة تؤكد ارتباط تركيز الجسيمات العالقة في الهواء مع زيادة عددالوفيات والاعتلال الصحي خصوصا مع كبار السن والاطفالاذ ان المناعة لديهم ضعيفة.
عوادم السيارات
قال العتيبي ان الدراسات تؤكد ايضا ان التعرض للجسيمات المنبعثة من عوادم السيارات اخطر بكثير من تلك القادمة من الصحراء وذلك نتيجة لما تحتويه من مركبات كيميائية كربونية تمثل 40 في المائة من مجموع الجسيمات العالقة.
وقال العتيبي ان الدراسات تؤكد ان حالات الربو لدى الاطفال المقيمين بالقرب من الشوارع المزدحمة تزيد بنسبة 60 في المائة عن باقي الاطفال.